كتب روبرت تايت في تقرير نشرته صحيفة الجارديان أنّ البيت الأبيض كشف عن خطة سلام تتكوّن من 20 نقطة تهدف إلى إنهاء الحرب المدمّرة الدائرة في غزة منذ ما يقرب من عامين بين إسرائيل وحركة حماس، مع إقصاء الحركة بشكل كامل عن أي دور مستقبلي في إدارة القطاع.

الخطة تربط وقف القتال بإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين أحياء وأمواتًا خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل رسميًا بالاتفاق، مقابل إطلاق 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا بالمؤبد و1700 معتقل في غزة منذ أكتوبر 2023، إضافة إلى تسليم رفات 15 فلسطينيًا مقابل كل إسرائيلي يُسلَّم جثمانه.

أشارت الجارديان إلى أنّ الخطة لا تشترط انسحابًا إسرائيليًا كاملًا قبل عملية التبادل، بل انسحابًا إلى خطوط متفق عليها داخل غزة لتسهيل إطلاق الأسرى. وتنص على وقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، طوال فترة الإفراج، على أن تبقى خطوط المواجهة مجمّدة إلى حين استكمال الانسحاب المرحلي الكامل.

من أبرز البنود أنّ إسرائيل ستمنح عفوًا لمقاتلي حماس الذين يوافقون على إلقاء السلاح والعيش في سلام، مع ضمان ممر آمن للراغبين في مغادرة غزة نحو دول تستقبلهم. وتصف الخطة القطاع بأنه سيُحوَّل إلى "منطقة منزوعة التطرّف وخالية من التهديدات لجيرانه"، مع إعادة تطويره لصالح سكانه الذين "عانوا بما فيه الكفاية".

تؤكد الخطة أنّ إسرائيل لن تحتل القطاع أو تضمّه، ولن يُجبر أي فلسطيني على مغادرته، بل يُسمح لمن يرغب في الخروج بالعودة متى شاء. وفي الوقت نفسه، يُستبعد أي دور لحماس "مباشر أو غير مباشر" في إدارة غزة المستقبلية.

وتتعهّد الخطة بضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كامل عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر ومؤسسات دولية أخرى، بعيدًا عن تدخّل الطرفين. ويترافق ذلك مع إعادة فتح معبر رفح الذي دمّرته الهجمات الإسرائيلية.

أما على صعيد الحكم، فتنتقل إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية انتقالية "تكنوقراطية وغير مسيّسة" تخضع لإشراف مجلس دولي للسلام يرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويشارك فيه قادة دوليون أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. هذا المجلس يشرف على تمويل إعادة إعمار غزة، بالتوازي مع إصلاح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وتخطط الخطة أيضًا لتشكيل لجنة خبراء تضع ما يُسمّى "خطة ترامب للتنمية الاقتصادية" لإعادة بناء غزة وتحويلها إلى منطقة مزدهرة بمشاريع ضخمة ومدن تكنولوجية حديثة، في رؤية وصفها ترامب سابقًا بأنها "ريفييرا جديدة".

ورغم طموح البنود، تؤجّل الخطة الحديث عن الدولة الفلسطينية إلى نهايتها، حيث تطرح "حوارًا بين الأديان" لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، مع التلميح فقط إلى إمكانية "توفير مسار حقيقي نحو تقرير المصير والدولة الفلسطينية" إذا أُنجزت إعادة إعمار غزة ونجحت إصلاحات السلطة الفلسطينية.

بهذا الشكل، تضع الخطة نهاية مشروطة للحرب لكنها تترك مصير الدولة الفلسطينية مفتوحًا على احتمالات مؤجلة، في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية من جناحها اليميني الرافض لأي حديث عن سيادة فلسطينية مستقبلية.

https://www.theguardian.com/world/2025/sep/29/trump-peace-plan-gaza-israel-hamas